عثمان زويرش يتحدث عن مداخل المشاركة السياسية في عرض من تنظيم “حشدت” فاس

عثمان زويرش يتحدث عن مداخل المشاركة السياسية في عرض من تنظيم “حشدت” فاس
في إطار عمل حشدت فاس على تنويع أنشطتها بما يتلاءم وحاجيات شبابها وشاباتها وفي إطار تنزيل مشاريع التكوين التي قررها مجلس الشباب ال11، نظم المكتب المحلي عرضا فكريا بمقر فدرالية اليسار الديموقراطي بفاس، حول موضوع “الديمقراطية كأهم المداخل الداعمة للمشاركة السياسية” من تقديم الرفيق عثمان زويرش ومن تنشيط الرفيق منير السطاوي.

بعد كلمة المسير التي وضح من خلالها سياق تنظيم هذا النشاط، وأكد على أهميته بالنسبة لشباب وشابات حشدت خاصة في ظل السياق العام الذي يتسم بضعف وتدني مشاركة الشباب في الحياة الاجتماعية وخاصة السياسية منها. لافتا الانتباه إلى الدور الذي يفترض أن تضطلع به حشدت كشبيبة حزبية تعنى بمشاركة الشباب في الحياة العامة عبر انخراطه الواعي والمنظم في معترك السياسة…
وبدوره فقد أشار الرفيق عثمان زويرش في مقدمة عرضه الذي تفاعل فيه مع الحضور الذي فاق 20 مشاركا ومشاركة إلى أهمية الموضوع الذي يتيح الفرصة لمناقشة الآليات المطلوبة لانخراط ومشاركة الشباب في تناول قضايا وهموم وانتظارات مجتمعاتهم مشددا على كون الديمقراطية لا يمكن أن تستقر وتنضج في ظل غياب ثقافة المشاركة، لافتا إلى كون المشاركة السياسية بمختلف صورها تعتبر من بين أهم المؤشرات التي تعبر عن ديموقراطية النظم (نظام سياسي، مؤسسة حزبية أو جمعوية…) وهي تعكس حقيقة مضمون الثقافة السياسية السائدة في هذه النظم…


وقد قسم الأستاذ زوريش العرض القيم إلى أربعة محاور رئيسية:
تناول في المحور الأول ثقافة الديموقراطية كدعامة أساسية في المشاركة وانخراط الشباب بشكل واع في صنع مستقبل بلادهم ككل، حيث اعتبر أن نشر ثقافة الديموقراطية على صعيد المجتمع وبين قطاعات الشباب على وجه الخصوص يجب أن يصاحبه جهد دؤوب وبخطط لإعداد تعبئة الأفكار والتجديد واستشراف التحديث المستقبلي والتخطيط كذلك للتعامل معها من قبل القيادات الشابة المغربية والتي يقع على كاهلها.
وأوضح في المحور الثاني ضرورة إسهام الشباب بفعالية وفاعلية في عملية بلورة القرارات، فهو وثيق الصلة بقضية تنمية المشاركة المجتمعية للشباب وحرية المبادرة مؤكدا على أنها الثقافة التي ينبغي أن تمتد داخل كل بنيات استقبالهم المؤسسات الحزبية والجمعوية. وأكد على أن عملية إعداد المشاركة الشبابية تتجاوز مجرد إعداد القيادات السياسية بل يجب أن يتم العمل بوعي وفهم، وكذا الاهتمام الكامل بإعداد القيادات الشبابية المجتمعية في كل المجالات الاجتماعية…
وتضمن المحور الثالث مختلف أوجه تحديات تنمية مهارات الشباب للمشاركة السياسية الفاعلة، فقد أوضح الرفيق من خلال عرضه ضعف وهشاشة بنيات الاستقبال الحاضنة للفعل السياسي وفي مقدمتها الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، والتي في غالبيتها تفتقر إلى الديموقراطية وغياب تداول المواقع/المسؤولية مما يجعلها لا تشكل بديلا حقيقيا لما تعارضه. بالإضافة إلى غياب قيادة نشطة وفاعلة ومؤهلة قادرة على أن تكون واجهة سياسية مؤثرة، دون أن يغفل تدهور الأوضاع الاقتصادية…


وقد تناول المحور الرابع والأخير ملامح المستقبل من خلال رؤية الشباب المغربي له وطبيعة التحديات والفرص المتاحة لبناء مستقبل أفضل مشيرا إلى ضحالة الثقافة السياسية السائدة وتأثيراتها على مشاركة الشباب، كما أن أنماط من التنشئة تغيب عنها بشكل كبير القيم الديموقراطية سواء داخل الأسرة أو المدرسة، خاصة مع النقص الملاحظ في الأندية الرياضية والثقافية وعلى مستوى البرامج التلفزية ذات الصلة ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي وكذا المؤسسات الحزبية/الجمعوية، وحتى فضاء الجامعة بات يعاني من عدة أعطاب ومشاكل وقيود عديدة خاصة على مستوى النشاطات الطلابية ونوعيتها…
وخلص العرض إلى كون هذه العراقيل والمثبطات السالفة الذكر تفسد حماس الشباب للمشاركة في اتخاذ القرار وتخلق مناخا يدعم ويزكي حالة العزوف عن المشاركة السياسية، فيتم التعبير عن ذلك بحالة الانسحاب والانكفاء على الذات كأحد أشكال الرفض والاحتجاج الصامت تعبيرا على رفض أوضاع كثيرة؛ سياسية أو اقتصادية…
واختتم اللقاء بتفاعلات الحضور التي ثمنت العرض والتي تناولت تحديد الشباب لمفهوم المشاركة العامة في مختلف المجالات الاجتماعية وتحليلهم لواقع المشاركة الراهن خاصة في مجال المشاركة السياسية…