وثيقة النضال الاجتماعي والنقابي للمؤتمر الثاني لحزب اليسار الاشتراكي الموحد

وثيقة النضال الاجتماعي والنقابي للمؤتمر الثاني لحزب اليسار الاشتراكي الموحد
أولا : ( الإطار العام ).
       يكتسي النضال الاجتماعي أهمية بالغة بالنظر إلى الارتباط الجدلي بين النضال السياسي وامتداداته الاجتماعية بمختلف واجهاتها وآليات اشتغالها .
ونظرا لأهمية الحركية الاجتماعية والمؤسسات النقابية والجمعوية المناضلة في سياقاتها والمؤثرة في مساراتها المختلفة، فإن مناضلي ومناضلات اليسار المغربي ظلوا أوفياء للالتصاق بحركية المجتمع متأثُرين بها ومؤثرين فيها عبر كافة المحطات والمنعطفات النضالية الكبرى في تاريخ المغرب الحديث .
واليسار الاشتراكي الموحد باعتباره احد التعبيرات التاريخية عن هذا اليسار المغربي الذي اختار بوعي وقناعة راسخين الانحياز الكامل إلى الطبقات الشعبية في المجتمع واحتضن بإخلاص وتفان حركية المجتمع المغربي في مدها وجزرها، يعمل اليوم – وهو يحضر لمؤتمره الوطني الأول – على توضيح تصوراته وتحليلاته وتحديد آليات اشتغال مناضليه في مجالات النضال الاجتماعي جمعوية كانت أم نقابية … وذلك في تفاعل وثيق مع هدف صقل الوعي النضالي وتجديد جذوته لدى مناضلاته ومناضليه بتحليل ملموس لواقع القطاعات والمجالات الحيوية والنابضة على الواجهة الاجتماعية كالبيئة والإسكان والتعمير والصحة والتعليم والتشغيل …
إن مؤتمرنا الوطني الأول إذ يخصص لهذه الواجهة الاجتماعية ورقة منفردة فذلك لوعي حزبنا بالمكانة الخاصة التي يحتلها النضال النقابي أو الجمعوي والقطاعي ضمن ثوابت رؤية أجيال اليسار.
وهكذا يتم تناول الإشكالات الكبرى والأسئلة العميقة التي يطرحها النضال الاجتماعي بمنهجية تحليلية تجعل الحزب مركزا يفعل وينفعل ويتفاعل مع الحركتين الجمعوية والنقابية من منظور عقلاني حديث ومتفتح سعيا دوما إلى تحسين تدبير علاقته بالنقابي والجمعوي دون أن يسقط في مطب الاحتضان والتوجيه والركوب على إنجازات الإطارات الجماهيرية المختلفة والسعي إلى تحزيبها، وهي منهجية ستبقى وفية للمنهج التحليلي الذي يرصد مسارات التحولات الاجتماعية العميقة التي تعتمد في أعماق المجتمع المغربي وكذا رصد اتجاهات التغيير الأساسية فيه.
على إنجازات الإطارات الجماهيرية المختلفة والسعي إلى تحزيبها و هي منهجية ستبقى وفية للمنهج التحليلي الذي يرصد مسارات التحولات الاجتماعية العميقة التي تعتمد في أعماق المجتمع المغربي وكذا رصد اتجاهات التغيير الأساسية فيه.
ولن يكون ذلك ممكنا إلا باستخراج الأسئلة الحقيقية التي تثيرها الأوضاع السائدة في تفاعلها الدينامي بما يعرفه المجال العالمي والجهوي من تحولات على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
إن الهدف الذي تتغياه وثيقة من هذا القبيل إنما يتمثل :
أ – من جهة في توضيح رؤية الحزب وتدقيق تحليلاته وضبط مواقفه في كل مجال من المجالات الحيوية ذات الطابع الاجتماعي كالسكن والبيئة والتعليم والصحة والتشغيل…
ب- ومن جهة ثانية في توضيح تصوراته عن نضال الإطارات الجمعوية والإطارات النقابية والسعي إلى توضيح العلاقات التي تربط نضالنا الحزبي بانخراط مناضلينا في تلك الإطارات ومقدار تأثيرنا في مسار نضالها واستعدادنا للتأثر بها في اتخاذ المواقف والدفاع عنها.
إن ضبط هذا التصور هو الذي سيسهم في مساعدة حزب اليسار الاشتراكي الموحد على تجذير موقعه بين الجماهير الذي ظل وسيظل دوما منحازا لها ولمصالحها.
كما أن رسم العلاقات وتحديد المسافات الفاصلة بين الحزبي والجمعوي، والحزبي والنقابي، هو الذي سيمكن الحزب من خدمة حركية المجتمع والتجاوب معها وخدمة قيم التحديث والدمقرطة وترسيخ ثقافة المواطنة التي لاتمر حتما عبر مسار التحزيب والاحتضان والتوجيه وتطويع أدوات المجتمع لتكون أدوات طوعية رهن إشارة الحزب أوتابعة له.
إن التوجه نحو لامركزة هذه العلاقات هو الكفيل وحده بخدمة مسار النضال الاجتماعي الذي لا يستغني عن دعم المناضلين والإطارات الحزبية دون أن يكون طوع أيديها.
كما أن تحديد هذا التصور هو الذي سيسلح مناضلي حزبنا والمتعاطفين معه بالرؤية الواضحة عن المواقف المحددة في مواقع تواجدهم وفعلهم، وبالتالي فإن وثيقة من هذه الطبيعة ستكون أداة للتكوين والتوعية وحسم تصورات الحزب على قاعدة الوضوح المساهم حتما في توحيد الرؤى وانسجام المواقف في خنادق النضال المستديم.
كما أن هذا التصور سيجعل من القطاعات الحزبية الموازية للشباب والنساء والطلبة أدوات فاعلة في الحركية الاجتماعية بوعي كامل ووضوح تام.
وبالتالي فإن تصورا من هذه الطبيعة في أبعادها الثلاثة : المجالات الاجتماعية / الحركات النقابية / الحركات الجمعوية سيمكن من توضيح الرؤية في القطاعات الموازية التي تعتبر الضامن الأساسي لتطعيم رؤية الحزب في كل مجال وإغنائها بأحدث المستجدات بعد القيام بمجهودات دائبة ومستمرة من أجل تشخيص الأوضاع المستجدة في كل قطاع وتحليل معطياتها وتلمس مظاهر التغييرات والتحولات الطارئة عليها واستخلاص ما تضعه من مهام على عاتق المناضلات والمناضلين برؤية حزبية تنير طريق النضال بشكل جلي وواضح.
لكل هذا وتجاوبا مع الهم الاجتماعي لحزب اليسار الاشتراكي الموحد فإن هذه الوثيقة ستتناول:
1 ) ورقة حول المجالات الاجتماعية تتضمن أوراقا تفصيلية في المجالات التالية :
أ – الإسكان والتعمير وفيها تحليل للوضعية وتدقيق لرؤى الحزب في المجال.
ب- البيئة وفيها وصف لأوضاع البيئة في المغرب ومقترحات المخارج من الوضع الحالي.
ج- الصحة وفيها تحليل مفصل للأوضاع وملامح السياسة الصحية وتصورات الحزب.
د- التعليم وفيها شقان الأول  حول السياسة التعليمية مع التركيز على التصورات والمرتكزات الكبرى وأوضاع التعليم الابتدائي والثانوي والإعدادي والتأهيلي والشق الثاني خاص بالتعليم العالي وفيه تحليل الوضعية وتصورات الحزب.
ه- الثقافة وفيها تحليل لأوضاع الثقافة في المغرب وملامح تصورات الحزب.
و- التشغيل ويتضمن تحليل سياسة التشغيل المتبعة وتصورات الحزب ومقترحات المخارج.
2 ) ورقة حول العمل النقابي  / وتتضمن تحليلا للأوضاع النقابية وتصوراتنا للعمل النقابي ورهاناتنا.
3 ) ورقة حول العمل الجمعوي  / وتتضمن تحليلا للعمل الجمعوي وآليات اشتغاله ورهاناتنا.
4 ) ورقة حول العمل النسائي  / وفيها تحليل لأوضاع المرأة والتصورات النضالية للحزب.
5 ) ورقة حول المسألة الحقوقية /  وتتضمن الموقف من كيفية معالجة الانتهاكات الجسيمة وتصورات الحزب.
وكلها أوراق تحاول أن يحكمها خيط ناظم يعنى بتحليل الأوضاع الداخلية في كل مجال ورصد أهم مميزاته وتحديد تصوراتنا ومواقفنا منها وكذا تحليل عميق لآليات اشتغال كل من العمل الجمعوي والعمل النقابي وتحديد أدوات تعاملنا معها بما يخدم أهداف الجماهير المغربية ويرسخ قواعد الدمقرطة والتحديث والعقلنة.
وإننا إذ نطرح هذه الأوراق للنقاش بين الرفيقات والرفاق فإننا نأمل أن تكون المقترحات والتعديلات دقيقة تمكننا في المرحلة القادمة من صهر كافة الوثائق في تصور ناظم ومنسجم وموحد يخدم المرحلة التي يمر منها حزبنا.