أعزائي المعتقلين السياسيين، نشطاء الحراك الشعبي بالريف، الذين صدرت في حقهم أحكام جائرة بعد متابعات ظالمة،
انطلاقا من تعاطفي المبدئي والمطلق معكم ومع أسركم، وإيماني الراسخ بعدالة قضيتكم ، أناشدكم مباشرة إجراءات استئناف الأحكام الصادرة ضدكم، كما أناشد عائلاتكم الكريمة المناضلة و الصامدة، المساعدة في هذا الاتجاه بحثكم على اتخاذ هذا القرار.
أعزائي ؛ ليست لدينا أية أوهام حول مسار المحاكمة. ونحن نشاطركم إحساسكم بالظلم منذ مقتل محسن فكري إلى الاعتقال التعسفي و مداهمات البيوت و التعذيب، الذي يعيدنا إلى أساليب سنوات الجمر و الرصاص، ثم الأحكام القاسية في حق نشطاء الحراك السلمي من أجل مطالب مشروعة. وقد عبرنا عن ذلك، بشتى الطرق، منذ انطلاق حراككم الشعبي السلمي. ولدينا القناعة التامة بأن طريقة تدبير الملف برمته من طرف المسؤولين لا علاقة لها لا بحقوق الإنسان ولا بالعدالة ولا بالحكمة الضرورية لخلق انفراج سياسي أضحى مستعجلا لاستشراف مستقبل أحسن لبلادنا.
ومع ذلك، فإننا نناشدكم ممارسة حقكم في الاستئناف، حتى تُشهدوا بلدكم الأبي وتُشهِدوا العالم الحر ونُشهِده معكم على أساليب الظلم والتنكيل التي تواجه كل من احتج من أجل الكرامة والعدالة، والتي واجهتموها بعزة النفس وصلابة الموقف؛ و لنتيح لهيئة الدفاع فرصة أخرى لتسليط الضوء كاملا على الثغرات القانونية و المعضلات السياسية التي أطرت “معالجة” ملف الريف، و متابعة العمل الجبّار لهذه الهيئة التي جسدت شرف المهنة و شجاعة الموقف فضلا عن التبصر و الاستماتة في جعل الحكم يسير باتجاه البراءة لإحقاق الحق و لفتح أمال جبر ضرر جهة بكاملها و أهاليها و تحقيق العدالة و تمنيع مغربنا بالحفاظ على السلم الاجتماعي.
وبالمناسبة، أتوجه إلى المعتقلين المضربين عن الطعام لأناشدهم أن يوقفوا الإضراب. وأقول لكم: إن وطنكم في حاجة ماسة إليكم ، فلا تحرموه منكم. وعائلاتكم تنتظر عودتكم، فلا تحرموها هذا الأمل. وأنتم مازلتم قادرين على صناعة مستقبل هذه البلاد فواصلوا لأنكم أنتم الأمل.
نشدّ على أياديكم ونؤكّد لكم أننا لن نذخر جهدا في فضح ما جرى ويجري، و سنسلك كلّ السبل من أجل إطلاق سراحكم.
معركتكم هي معركتنا من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والتنمية.
هذا عهدنا لكم، ولن نخلفه.
نبيلة منيب
الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد
الدارالبيضاء 4 يوليوز 2018