انتخبت السياسية المغربية نبيلة منيب أمينة عامة للحزب الاشتراكي الموحد، خلفا لمحمد مجاهد، وبذلك تكون أول امرأة تقود حزبا سياسيا يساريا في البلاد.
ونبيلة منيب أستاذة جامعية بكلية العلوم بالدار البيضاء وعضو حزب يساري قاطع التصويت على الدستور و الانتخابات التشريعية الأخيرة. موقع “سيدتي نت” إلتقى نبيلة منيب وأجرى معها الحوار التالي:
* ما هو شعورك وأنت تترأسين حزبا سياسيا يساريا في المغرب ؟
إحساس بالاعتزاز والفخر لأنني حظيت بثقة المناضلات والمناضلين في الحزب الاشتراكي الموحد ، وأيضا الشعور بأننا ربحنا معركة كحركة نسائية ناضلنا من أجلها نساء ورجالا يؤمنون بكون المرأة قادرة على تبوأ مواقع القيادة، وهذا التتويج هو بمثابة تجسيد للطموح التقدمي الذي ندافع ونناضل لأجله جميعا، خاصة أنه يأتي في سياق الحراك الذي يعيشه المغرب والذي بدأته حركة 20 فبراير التي ندعمها ونتقاسم معها المطالب العادلة .
* ألا تخشين من قراءة عكسية لانتخابك في هذه الظرفية ، وأن يتم اعتباره كرد فعل عن تهميش النساء في الحكومة الجديدة واستوزار امرأة واحدة ؟
لا أستبعد هذه القراءة، لكن فكرة أن تكون امرأة في قيادة حزبنا مطروحة منذ أكثر من سنة من قبل مناضلين شباب أسسوا صفحة على الانترنت للدعوة إلى تجسيد مبادئ الحداثة والمساواة داخل الحزب بين النساء والرجال ، وبعيدا عن نوعية الجنس فالحزب لا يتخذ هكذا مواقف وقرارات بهذه السهولة ، بل يعتمد النضج في وضع معايير للانتخاب كالكفاءة والحضور والمواظبة ونجاح العمل ، وان كانت القاعدة التي ينبنى عليها الحزب هو مفهوم القيادة الجماعية.
*ما هي طموحاتك وأنت تقودين حزب يساري معارض ؟
طموحاتي كثيرة . أتمنى أن يقوى الحزب الاشتراكي الموحد ويحتل موقعا مهما في المشهد السياسي المغربي ، وان يتحقق مشروعنا التقدمي الذي يدعو الى الحريات والحقوق وتكوين جبهة يسارية تقدم مشروعا بديلا للحد من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها البلد ، وهذا رهن بتحصيل الحقوق منها حقوق المرأة والنهوض بأوضاعها خاصة المهمشة ونساء الشوارع اللواتي يبتن في العراء.
*ماهي القيمة المضافة لترأس المرأة لحزب سياسي، هل يمكن اعتبارها نواة لتأسيس أحزاب نسائية ؟
نحن لسنا بصدد معركة نساء من اجل النساء بل من اجل تحقيق مجتمع عادل و ديموقراطي ودولة الحق والقانون بالنسبة للمرأة والرجل معا ، وإسقاط الفساد والانتقال إلى نظام الملكية البرلمانية ، الأمر بالنسبة لي لا علاقة له بالجنس البيولوجي بل بالجنس الاجتماعي، فقبل أن نحدث رجة سياسية لابد من رجة فكرية تلغي الفوارق البيولوجية وتخلي المكان لمنطق الكفاءة، فالمغرب يزخر بطاقات نسائية لكن ربما تعوزهن الثقة في النفس ، لذا أحثهن بالانخراط في العمل السياسي المنظم ليستفيد البلد من مؤهلاتهن
* تمارسين عدة مهام سياسية نقابية مهنية فضلا عن انك زوجة و أم ؟
– أتمنى أن يعينني الله على التوفيق بين كل هذه المهام خاصة انني أحب الكمال في عملي وتدبير الوقت له حدود ، لحسن الحظ انني اجتزت الامتحانات لطالباتي بالكلية وهذا العام لم أترشح لعضوية مجلس الجامعة التي كنت عضو به لمدة 15 سنة. وفيما يخص شؤون البيت ليس عيبا أن نطلب العون من الزوج أو العائلة للتسوق مثلا ، خاصة ان ابنتي شابتين تستطيعان الاعتماد على أنفسهما واحدة عمرها 25 عاما حصلت على ماستر في “البيزنس” وأخرى 20 سنة تدرس العلوم السياسية، وابني الصغير يبلغ من العمر 11 ربيعا انتظرني الأمس لأراجع معه درس الرياضيات .