يتحدد النظام الرأسمالي اليوم، يقول الكاتب سمير أمين، ويتسم بثلاث تناقضات أساسية وهي تناقضات جوهرية بالمعنى الذي يجعل النظام غير قادر على مجرد التفكير في تجاوزها وهي كالتالي:
1- علاقة إنتاج جوهرية (العلاقة الإنتاجية الرأسمالية) تحدد وضعية خاصة لاستيلاب للعمال ووضعها لمجموعة قوانين اقتصادية خاصة بالرأسمالية.
2- إن هذه السمات الثلاثة هي تحديات جوهرية وتحدد بشكل خاص العالم المعاصر، فهذا الأخير ورث أيضا سمات جديدة يحب حسمها من أجل فهم عصرنا ونقده وتصور إمكانية تجاوزه إلى عالم أفضل مما يتطلب تفكيرا جماعيا منتجا لأفكار العالم الأفضل. فإذا ظلت الحركة الإجتماعية سجينة الحدود الأكثر ضيقا، فإنها ستحرم عليها القيام بنقد راديكالي لكل سمات مجتمعنا الجوهرية ولن تستطيع نخيل الايوتوبيا المبدعة الضرورية التي سميت اشتراكية أو العالم الأفضل. فالقوى المضادة للعالم الرأسمالي التي هيمنت فعلا على المجال إلى يومنا هذا وفرضت تغييرات هامة على العالم وعلى الرأسمالية لم تبدع إلى الآن تصورا آخر للاشتراكية بتجاوز رأسمالية بدون رأسماليين والدولة – الحزب كفضاء منغلق يؤدي إلى الكليانبة والديكتاتورية.
فإذا ظلت هذه القوى منغلقة بداخل حدودها فلن تقدم أفكارا وأدوات لهذا العالم الأفضل، لتجاوز الثنائية الحالية التقدم / الوحشية، فاستمرار هذا التوسع الرأسمالي الجديد ينتج بالضرورة توحشا متعاظما للإنسانية مؤسسا على الاستلاب الاقتصادي، واستلاب الشغل من جهة ، والاستقطاب العالمي منجهة أخرى.إن هذه السمات تحرم المجتمع من الحد الأدنى من التحكم في مستقبله ، مادامت مسؤولية القرارات قد وضعت في لا إرادية السوق، وهذا ما يدمر لا محالة معنى الحياة.
فليس للاشتراكية من معنى إلا إذا اقترحت عالما أفضل من عالم اليوم، أي حضارة ديمقراطية جديدة ومعرفة للتواصل الإنساني وترسيخ الأخلاق في العقول عبر تعليم الوعي بكون الإنسان هو في الوقت ذاته فرد وجزء من مجتمع وجزء من تنوع، وتطوير أنواع العدالة والمساواة والحرية ،واستقلالية الفرد والمساهمة الجماعية والوعي بالانتماء وللنوع البشري، ويناء علاقة المراقبة المتبادلة بين المجتمع والأفراد عن طريق الديمقراطية وتحقيق البشرية كجماعة أممية .