يعرف العالم اليوم تحولا على العديد من المستويات، نظرا لتفاقم المشاكل البيئية من أهمها، ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب الانبعاثات الغازية، ارتفاع منسوب ثنائي أكسيد الكاربون، حدوث ثقب على مستوى طبقة الأوزون وتلوث المحيطات والبحار.
كل هاته العوامل أدت إلى ظهور مخاطر حقيقية تهدد التوازن البيئي، مما قد يعجل بانقراض الكثير من الكائنات، نظرا لترابط السلاسل الغذائية فيما بينها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد سرع نمط الإنتاج الرأسمالي من الخراب وأصبحنا نسمع يوميا انقراض نوع من الأنواع.
وفي منحى آخر سيرتبط احتمال وجود الحياة بالنسبة للإنسان رهين بمدى قوتنا التكنولوجية في مواجهة التهديدات، المخاطر والتغيرات. ولعل النظام الرأسمالي عبر شركاته ومؤسساته هو الشيطان الذي يهدد وجودنا، حيث يتجلى هدفه الأسمى في الربح عبر استغلال الانسان، الاحتكار، استنزاف الموارد الطبيعية وسن السياسة النهج الاستخراجي التي تساهم في خلخلة التوازن البيئي، مما يجعل مصير الحياة على سطح الأرض مرتبط أشد الارتباط بتوجه النخبة المسيطرة وليس في يد الشعوب.
والملاحظ اليوم أن الدول الغربية قد فهمت هاته المخاطر. وتحت ضغط شعوبها قامت بتشريع قوانين تحمي فيها البيئة وسن ضرائب بيئية عجلت من إفلاس بعض الشركات الأكثر تلويثا، مما عجل برحيلها إلى دول الجنوب. وكمثال على ذلك المغرب، حيث يعتبر التشريع في هذا المجال جد متأخر نظرا لعدم اهتمام المجتمع المدني بالقضايا البيئية الحقيقية والاكتفاء بتسويق نظرة فيها نوع من المثالية عن طريق فصل مفهوم البيئة عن باقي المفاهيم وذلك بتحويل المفهوم من النضال ضد الشركات التي تخرب الفرشة المائية وتتلف التربة، إلى تزيين الطرق وتنظيفها والاكتفاء فقط بالنظافة دون الاهتمام بالمشاكل الحقيقية.
ولعل النظام المغربي الْيَوْم، يجعل من نفسه رائدا في مجال البيئة عبر تسمية المشاريع التنموية كالمغرب الأخضر ومحاولة الظهور في هذا المجال واحتضانه للكوب 22 بمراكش وإطلاق حملة “زيرو ميكة” دون تقديم بدائل، إحداث شرطة المياه دون تشريعات واضحة في هذا المجال، إنشاء محطة نور والتي تستنزف المياه الجوفية للمنطقة.
يجب علينا اليوم نحن كشباب والذين سنعيش تحت تهديد المخاطر البيئية أن نبحث عن طريقة نناضل من خلالها حول هذا المفهوم (البيئة) وإيجاد حلول بديلة، مما قد يجعلنا ننفتح على فئة واسعة من الشباب تهتم بالموضوع والقادرة على تقديم حلول تقنية والترافع حول القضايا البيئية وتشجيع البحث العلمي في هذا المجال وكذلك التطور التكنولوجي لضمان بقاء الحياة على كوكب الأرض في المستقبل.
مما لا شك أننا نستهدف من خلال هذا المشروع العديد من الفئات؛ طلبة، جمعيات، مناضلين، متضررين، تقنيين، مشرعين وكذا فئة الاطفال.