إشكالية الموافقة بين التنمية والمحافظة على البيئة!!

إشكالية الموافقة بين التنمية والمحافظة على البيئة!!

 احتضنت كلية الطب والصيدلة بفاس مساء يوم الجمعة 22 مارس 2019 مؤتمرا جامعيا حول البيئة، من تأطير نادي البيئة بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بفاس. هذا المؤتمر الذي اتخذت له الجهة المنظمة شعار”إشكالية الموافقة بين التنمية والحفاظ على البيئة” بمشاركة المهندسة سليمة بلمقدم، الأستاذ الباحث بجامعة الحسن الثاني بالجديدة محمد حمزة والطالبة الباحثة بسلك الدكتوراه في موضوع البيئة صفاء بنمسعود، بحضور كل من مدير ومقتصد المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير وبعض الأكاديميين والطلبة الباحثين والمهتمين بقضايا البيئة والتنمية.

تحدثت في البداية المهندسة سليمة بلمقدم عن التنوع البيولوجي في المنظومات البيئية وعن أهمية منظومة بيئية عاملة وصحية كطريقة للتعبير المختلفة لخدمات المنظومة البيئية، لافتة الانتباه إلى الفائدة التي يستخلصها الإنسان من خدمات البيئة. وأوضحت أنه في السنوات الأخيرة عرفت المسألة البيئية ازديادا في الاهتمام الموجّه نحو خدمات المنظومة البيئية المتوازنة والتي ازدادت في أعقاب تعاظم الوعي لارتباط المنظومات الاجتماعية بالمنظومات البيئية، مشيرة إلى أن استمرار بقاء وازدهار المجتمع البشري يتعلق بمنظومات بيئية عاملة. 

 

 

 

بدوره ركز الأستاذ الجامعي محمد حمزة على الترابط بين التنمية والبيئة، مشيرا إلى أن الإنسان في الحضارة الحديثة بلغ من العلم والتقنية ما لم تبلغه أيّة حضارة سابقة، واعتبر ذلك سببا طبيعيا في بروز مشاكل بيئيّة من شأنها أن تحدث تبعا لكلّ استغلال غير معقلن واستنزاف لمكونات الطّبيعة في غير حاجة. وأوضح أن وتيرة التطور الاقتصادي والصناعي والتكنولوجي وحاجات السوق الاستهلاكية أسرع بكثير، ومن شأنها إحداث فجوة كبيرة ومستدامة تفي بحاجة الأجيال القادمة. وشدد الجامعي محمد حمزة على وجوب وضع استراتيجية اقتصادية جريئة تقوم على التّعامل مع البيئة بالاعتماد على تطويرها وصيانتها ممّا يلحق بها الضّرر في مادّتها ونظامها وحمايتها من أيّ سلوكات قد تخل بوظيفتها في حفظ الحياة وتنميتها وكل ما من شأنه أن يعطّل سيرورتها في خدمة الحياة عامّة ومعها الحياة الإنسانيّة.

أما الباحثة في مجال البيئة صفاء بنمسعود فقد تحدثت عن المؤهلات البيئية التي تزخر بها جهة فاس مكناس والتي تعرف بمناخها المتميز وكذا التنوع البيولوجي الغني الذي تعرفه هذه الجهة، غير أنها بقيت خارج اهتمامات سلطات الجهة ولم تحظ بالعناية والاهتمام اللازمين في برنامج عمل الجهة، كما أنها غير ذات أهمية. هذا التقصير في الاهتمام بالموضوع البيئي اعتبرته الإيكولوجية صفاء بنمسعود مؤشرا يدفع للتساؤل مليا على مدى جدية واهتمام المنتخبين بالجهة والقائمين على شؤونها واهتمامهم بالتآكل المستمر والتراجع الخطير والمضطرد في اللأنواع..

هذا وأجمع المتدخلون من خلال مداخلاتهم على ضرورة الاقتناع بأن الإخلال بالتوازنات البيئية له تأثير سلبي على كل أشكال الحياة وعلى الأجيال. وعليه بات لزاما تطوير المعارف والمهارات والمواقف والمقاربات وتحديد المسؤوليات مع توافر الإرادة السياسية اللازمة للنهوض بالأوضاع البيئية وتنميتها.

عثمان زويرش