تاريخنا و مكوناتنا الموحدة، و سيرورة نضالنا كيسار بنيت على أكتاف الشباب،داخل ساحات الجامعة UNEM و في كل الساحات النضالية و مدرستنا النضالية علمتنا الابتعاد عن الحسابات الضيقة و ولاؤنا فقط للعقل و قدرته على المراجعات للتقدم، و الإيمان بالديمقراطية بكل أبعادها و بحقوق الإنسان و مركزتها وبأهمية العلم و الأخلاق الرفيعة في ممارستنا للسياسة و الوفاء للتضحيات الجسام التي قدّمت على طريق تحقيق المواطنة و المساواة الكاملة والحداثة و الديمقراطية الحقة
على مستوى FGD هناك عمل جاد فكري و تنظيمي و ميداني يتقدم بخطى تابثة،بخصوص الهيكلة المحلية و القطاعية: هيئات محلية وقطاعات في طور التشكّل: شباب، طلبة،نساء، أساتذة بكل الأسلاك ،محامون، أطباء و صيادلة و مهنيوا القطاع الصحي،مهندسون، و غيرهم من القطاعات تعمل على تنظيم أنشطة موحدة و على توسيع شبكة المقرات المشتركة و الاستعداد للانتخابات المهنية و المحلية و الجهوية و التشريعية و تغطية أكبر عدد من الدوائر و الإعداد المبكّر لمرشحينا و مرشحاتنا وهناك برنامج جامعات و ندوات غير ممركزة، لتجديد الفكر و فتح النقاش البناء حول هويتنا و مشروعنا السياسي البديل. فالفيدرالية تعتبر النواة الصلبة لتحقيق حلم إعادة بناء اليسار المغربي و توحيده حول مشروع بديل متكامل يسعى إلى تحقيق “الكثلة الحرجة” القادرة على التعبئة الواسعة و الانخراط القوي بنفس جديد لتغيير ميزان القوى باتجاه التغيير الديمقراطي الشامل(الفيدرالية جزء من الائتيلاف من أجل المدرسة العمومية وتعمل على تأسيس الجبهة الاجتماعية و غيرها من المبادرات).
من سيحقق هذا الحلم الذي طال انتظاره؟ طبعا هو الشباب الواعي، الفاعل والقادر على نقد التجارب السابقة وتحليل أوضاع اليسار في القرن 21 و جعل الإكراهات فرص للنهوض. و الوحدة بالعمل المتواصل ستصبح تحصيل حاصل مع نكران الذات والتشارك و التضامن و التواضع و الاحترام المتبادل و المساواة لأن تحمّل المسؤولية ليس بالمسألة الهيّنة ” المسؤولية يجب أن تكون مطلوبا لها لست طالبا لها” فمزيدا من الصمود و النضال
الصحراء: تظهر الصورة اليوم أكثر وضوحا مع “الفوضى الهدامة” و لغة المصالح التي تعمل على تجزيئ المجزء و تفكيك المفكك من أجل سياسة”فرّق تسود” و ظهرت المغالطات التي أدخل فيها جانب من اليسار العربي و الدولي حيث اختلق خلط ما بين القضية الفلسطينية و قضية الصحراء و ما بين تقرير المصير الذي يعني خلق دويلة في جنوب المغرب، ليست لها مقوّمات دولة، يسهل التحكم فيها و ما بين تقرير المصير الديمقراطي، في ضل السيادة المغربية، لجعل ساكنة الصحراء تدير أمورها عبر الانتخابات و تفعيل “الحكم الذاتي” كوسيلة حلت بها قضايا مماثلة على مستوى الأمم المتحدة. ويبقى الحل إذا في البناء الديمقراطي و تنظيم انتخابات حرة و نزيهة في كامل التراب الوطني. لهذا على الشباب أن يعمل على خلق خلية لتتبع الملف و التمكن من تاريج الصحراء و تاريخ هذا الصراع المفتعل و كذا فهم تطورات القانون الدولي، لاكتساب القدرة على الترافع حول القضية سواءا وطنيا أو دوليا، و الاستفادة مما راكمه الحزب و الفيدرالية و مركز الرفيق بنسعيد أيت إيدر للأبحاث و الدراسات، في هذا المجال.
شبابنا الواعد:
العالم يعرف دينامية كبيرة
و فوكوياما صاحب “نهاية التاريج” و عقيدة الليبرالية المنتصرة و هيمنة السوق، يتراجع ليعيد الارتباط بتحاليل كارل ماركس و ضرورة مراجعة الأجور و قيمة الشغل و الثروة و ضرورة التوزيع العادل لها و تحرر الإنسان
العالم يعرف ثورة غير مسبوقة في مجال العلوم و التكنلوجيا و التواصل
لكن في نفس الوقت العالم يعرف تنامي الفردانية و الشوفينية و العنصرية و تراجع المواطنة و مبادئ التضامن
العالم يعرف أزمة مناخية و بيئية خطيرة أدت إلى تهجير الاف السكان بعد تصحّر أراضيهم و ندرة المياه
الشباب يجب أن يكون في الصف الأمامي للمطالبين بعولمة بديلة و بالاشتراكية البيئية
المغرب يعرف أزمة مركبة: سياسية ـ اقتصادية ـ اجتماعية ـ ثقافية ـ بيئية مع رجوع الاستبداد و رديفه الفساد والريع و ضرب الحريات و المكتسبات و استمرار الإفلات من العقاب و الريع و نظام الامتيازات و الزبونية و إغراق البلاد في المديونية و الخضوع المتواصل لتوصيات المؤسسات المالية و الإسراع بمسلسل الخوصصة و التسليع لقطاعي التعليم و الصحة ، على حساب مصلحة شعبنا في التعلّم و الصحة العموميتين بالمجان و بجودة عالية و علاقة ذلك بتحقيق العدالة الاجتماعية و صيانة الكرامة. فأمام تنامي الفوارق و البطالة و تهديد التماسك المجتمعي و تصاعد الاحتجاجات الشعبية و التنسيقيات المناضلة و استمرار الحراك الذي قوبل بالقمع الشرس الذي يذكرنا بسنوات الجمر و الرصاص.كما يقول الشباب ” ما لا يأتي بالنضال، يأتي بمزيد من النضال”
كما أن ضعف الحكومات المتعاقبة أدى إلى عزوف عن المشاركة السياسية 70 % و انتشار الأمية السياسية
الشباب اليساري صامد و يزداد وعيا و انخراطا: منذ الاستقلال إلى حركة 20 فبراير و مساهمته في دعم نضالات الشعب المغربي من الريف إلى جرادة وأوطاط الحاج و زاكورة و إميضر و غيرها..
عليه اليوم أن يجتهد و يجمع ما بين : الغضب و التحرر و بناء الثقة في النفس و تطوير الحس النقدي و التمكن المعرفي و التحلي بالأخلاق و تفعيله للمساواة و تقدير الرفيقات وحمل ثقافة الأنوار و سموّ العقل و الانخراط القادر على خلق تعاطف , و التواصل مع الفاعلين الجدد = نشطاء الحراكات الشعبية و استعمال أدوات العصر بشكل ذكي من أجل خلق التعبئة حول المشروع الذي يحمله
كما قال أمين معلوف: ضرورة التخلّص من الإهانة المزدوجة (إهانة الاستعمار القديم و الجديد و غطرسته ثم إهانة الاستبداد المحلّي و تفقيره للعقول و الجيوب )
تحية لحشدت = شبيبة الحزب الاشتراكي الموحد المناضلة و المؤمنة بوحدة اليسار و بضرورة رفع الظلم عن شعبنا بدءا بإطلاق سراح المعتقلين و الإنهاء مع ظاهرة الاعتقال السياسي إلى بناء مغرب الديمقراطية و الحداثة و المساواة و المواطنة الكاملة و العدالة الاجتماعية.